الاعشاب الطبية ليست بدعة عصرية, انها بأعتراف الجميع الجذر الحقيقي والاول لميلاد الصيدلية الانسانية في التاريخ, وربما كان اجدادنا القدامى اكثر فطنة عندما تنبهوا الى هذا الخزين العلاجي الهائل, والفعال, في سيقان النبتة وجذورها واوراقها, وكانت مختبراتهم الوحيدة لضمان جدوى العلاج, هي التجربة البسيطة, غير ان توالي التجارب قاد الى الخبرة والى مزيد من الاكتشافات الدوائية
اليوم ليس كالأمس, ولكنه يحاول العودة الى صيدلية الطبيعة, ليس لانها مجربة او مضمونة بل لانها قبل ذلك (امنية), فلا اعراض جانبية ومواد سمية ولا كيمياويات.. ومع ذلك لا يجوز التسامح مع معطيات هذه الصيدلية, فانها ان لم تكن بأيدٍ تحسن تجهيز (الوصفة) عن علم ودراية فقد تكون عنصراً مساعداً على استفحال المرض وهكذا يبدو العشاب, او بالاحرى هكذا يجب ان يكون (طبيباً) اختصاصياً في هذه الانواع من الادوية والعلاجات, وربما كان اخطر ما في الاعشاب لا يكمن في الاعشاب نفسها بل في الطارئين على الاشجار والنباتات وهبة الطبيعة للانسان
ففي بلاد ما بين النهرين كانت بابل القديمة تسجل معلومات دقيقة عن النباتات العشبية المستخدمة كعلاج على الاختام الاسطوانية الحجرية وبعض الرقم الطينية, وهناك تفاصيل لاكثر من (350) نبات عشبي نص قانون حمورابي المحفور على مسلته المشهورة لاغراض العلاج
وكذلك الكتابات القديمة والصور الملونة على جدران معابد الفراعنة في مصر, والمنقوشة بالقرب من النعوش والجثث (المومياءات) المحنطة في القبور على استخدام هذه الاعشاب منذ ثلاثة آلاف سنة ق.م, اذ تم اكتشاف مدارس للطب الشعبي ملحقة بالمعابد تدون خلاصة ابتكاراتها على لفائف البردي اضافة الى وجود رسوم لبعض الاعشاب الطبية على جدران المقابر كنبات الزعتر الذي استخدم في علاج امراض الكلى والمثانة ونبات الحنظل المسهل والطارد للديدان وبذور الكتان لعلاج الاورام والآلام
*كيف توصل الانسان الى اكتشاف هذا العلم؟
-لقد فطر الخالق العظيم معبوده الانسان على المشاهدة وعلمه الابتكار, فأبن آدم منذ الآف السنين كان يقاوم اخطار الطبيعة ويهرب مرعوباً وخائفاً من الرعد والبرق والعواصف والفيضانات حتى اصطدم بالمرض الذي كاد ان يفتك به لولا مراقبته للحيوانات التي تلجأ الى انواع معينة من الاعشاب البرية لتأكلها عند هزالها او مرضها, فتعلم سر معالجة الامرض والتي كان معتقداً بأنها لعنة الشيطان فيلجأ الى ساحر القبيلة طلباً للعلاج فينقض الاخير عليه بلا رحمة مستخدماً اساليب التعذيب الجسدي كالكي وحرق الجلد او عمل حلقة المزار
*ما الحالات المرضية التي تمت معالجتها بالاعشاب الطبية؟
-حالات العقم حققنا فيها نجاحاً كبيراً عجز عن تحقيقه اطباء كبار ومراكز متخصصه, وامراض اخرى كثيرة نجحنا في علاجها منها التهاب وتضخم البروستات اضافة الى معالجة فعالة للبواسير الدموية والهوائية وحب الشباب والتهاب الكلية وتفتيت حصاها وقرحة المعدة والاثني عشري والتهاب القولون العصبي اضافة الى علاج فطريات الامعاء وتخفيض نسبة السكر في الدم بصورة فعالة عن طريق غدة البنكرياس, واهمها عملية تخفيض الوزن اي الترشيق او التنحيف دون مضاعفات او اضرار
*هل يقتصر العلاج على النباتات العشبية فقط؟
-يعتمد الطب الشعبي على الاعشاب والمعادن وبعض الحيوانات كالقنفذ والافعى وسرطان البحر (ابو الجنيب) والسقنقور وهو حيوان زاحف يستخدم لعلاج الضعف الجنسي لدى الرجال, اضافة الى بعض الاحجار الكريمة كالحجر الاثمد الذي يستخدم ككحل طبي للعين فيه قيمة جمالية كبيرة.. ومادة حجر الكهرب.. وكذلك الزنجارة (برادة النحاس) التي استخدمها اجدادنا كمادة دابغة ومجففة للرطوبة والجروح والبواسير.. اضافة الى الطين الذي ينقسم الى انواع عدة منها الطين الارمني وطين هملايا وطين خاوة وطين الصلصال وهو الاحمر النقي, ومن المواد العلاجية الاخرى هي الاصماغ كالصمغ العربي و(كثيراء) ولبان الذكر
*ما علاقة السحر والشعوذة بعلم الاعشاب؟
-لا علاقة بينهما سوى ان بعض الاعشاب مثل (الجاوي والجلو واظافر الجن وزبد البحر والزنجارة والفلفل الاسود والابيض والمقلوسندروس) تستخدم من قبل السحرة والمشعوذين كبخور تهيىء الاجواء لكي يصدق الشخص الذي يلجأ اليهم ما يقومون به
*هل لعملكم علاقة بالطب النبوي؟
-كان المسلمون الاوائل يستشيرون النبي العظيم محمد (ص) في معالجة الامراض التي تصيبهم فيأخذون باستشارته وطرق علاجه فسمي بالطب النبوي, وتوارثته الاجيال وامتزجت بعض المفاهيم بطب الاعشاب.. واذكر حكاية واقعية قرأتها في احد كتب التاريخ الاسلامي مفادها ان احد المسلمين شكا لرسول الله الحمى فقال له النبي: (انما الحمى من فحيح جهنم فابردها بالماء) وهذا ما جعل الاطباء في زمننا هذا ينصحون باستخدام كمادات الماء البارد لمن يعاني ارتفاعاً في درجة الحرارة
وحين امتدت الفتوحات الاسلامية الى اسبانيا غرباً والى حدود الصين شرقاً جاب علماء المسلمين العرب هذه الاقطار والتقوا بعلمائها وجمعوا ودونوا ملاحظاتهم عن الطبيعة والنبات وترجموا الى العربية اسماء الاعشاب, ويرجع لهم الفضل في تأسيس مذاخر الادوية العشبية او ما يسمى في وقتنا الحاضر بـ(الصيدلية) والتي كانت تمتلىء بأوراق الاشجار والبخور والازهار والبذور التي استخدم كثيراً كأدوية ومن اشهر العلماء العرب في هذا المجال: (الرازي) و(ابن سناء) و(البيروني) و(الادريسي) و (احمد الغافقي) و(ابن البيطار) و(داود الانطاكي)
وعن العرب تعلم الاغريق والرومان واليونان علم الاعشاب واخذوا يترجمون كتب النبات العربية الى لغاتهم لا سيما وان الاعشاب في دول اوروبا كانت تزرع في الاديرة فقط وكان الكهنة يختصون بالعلاج






لمعرفة المزيد او لطلب العلاج اتصل بالشيخ أحمد أسوسي
00212661546816